الثلاثاء، مايو 17، 2011

فبما كسبت أيديكم ....


قضى الله عز وجل وقدر أنه ما من عبد يسكت على منكر يراه – وهو قادر على أن ينكره – إلا عوقب في الدنيا بوقوعه فيه ، أو – على الاقل – أن يمسه من خبثه ، أو يتسلط فاعله عليه بفساده وطغيانه .
وليس أقل من المفسد إثماً من يراه يفسد ثم يتستر عليه ويسكت ، بل هو شريكه في الاثم ، وهما في الوزر سواء ،
ولأجل ذلك تكاثرت نصوص الشريعة وتضافرت ، تنهى عن الأمعية ((عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا " وتذم الدياثة  وأهلها وتتوعدهم سوء العاقبة (َقَالَ الله تعالى : وَعِزَّتِي، لَا يَسْكُنُهَا ( الجنة ) مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا دَيُّوثٌ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا مُدْمِنَ الْخَمْرِ، فَمَا الدَّيُّوثُ؟ قَالَ: «مَنْ يُقِرُّ السُّوءَ لِأَهْلِهِ»
ولأجل ذلك أيضاً كانت سنة الله أن يحل البلاء النازل بسبب الذنب عاماً لا يفرق بين فاعله ، والساكت عليه ،  ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) ، ولما قضى الله بعذاب قرية ظالمة عمها الفساد لم ينج صالحوها الساكتون من العذاب فعَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكًا أُمِرَ أَنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، فِيهَا فُلَانٌ الْعَابِدُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: أَنْ ( بِهِ فَابْدَأْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِي سَاعَةٍ قَطُّ " ) أي لم يرق ماء وجهه لله آمراً بالخير ناهياً عن الشر ، وتوعد الله عز وجل الأمة التي تسكت على الباطل وتضيع فرض الله فيه بعقوبات متعددة فعَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ، قَالَ: عَنْ خَالِدٍ، وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» وَقَالَ عَمْرٌو: عَنْ هُشَيْمٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا، ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ» ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا رَأَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ نَهَاهُ عَنْهُ تَعْذِيرًا , فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ , وَخَلِيطَهُ , وَشَرِيبَهُ , فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ , وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61] " , قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ , وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الْمُسِيءِ الظَّالِمِ , وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا , أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ , وَلَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ»
هكذا يعم البلاء ،، ويشمل العقاب ، وفي واقعنا الان خير الشواهد ،،
فحين اشتدت وطأة الفساد ثارت الامة ، ودفعت من دماء أبناءها وأموالهم وذرياتهم أغلى الاثمان ،، ترى لو تفطنت أمتنا منذ زمن بعيد لهذا الفساد يوم أن بدأ ، ثم قامت بحق الله تعالى فأمرت بالمعروف ، ونهت عن المنكر ، وضربت على يد الفاسد ، وحاسبت الظالم ، ترى لو حدث ذلك هل كنا نرى هذه  المآسي ، ونعايش هذه الشدائد ؟؟
لكن لأننا أخرنا حق الله تعالى ، وتكاسلنا عن أداءه ، وظننا أن سنن الله تعالى لن تطولنا ، فها نحن ندفع ثمن سكوتنا الأول ، ونجني ثماره المرة .
فما بين ساعة وأخرى يفجعنا خبر قتل ،، ونبأ اصابة ،، وحكاية سرقة ،، وقصة اغتصاب ..... ثم إننا نتعجب من الاحداث ، ونتساءل : لماذا كل هذا ؟ وأين عون الله لنا ؟؟ وربما يردد البعض ليتنا ما ثرنا ، ولا تكلمنا ......
لكن حين نعود أدراجنا ، ونسترجع واقعنا ، ونتذكر صمتنا ، وسكوتنا ، نوقن ونتأكد أن المبادرة كانت بأيدينا ونحن من أضعناها ،
نعم ، لقد نما المنكر بيننا وترعرع ..
لقد نبت الفساد ،، وولد المفسدون بين أيدينا وتربوا على أعيننا ..
فمنا الساكت يقول مالى وماله ....
ومنا المعجب ،، يشجع ويرضى ،، ويتمنى أن يلحق به ...
ومنا المختبئ في عالمه ( يجبن ) عن الواجهة والمجابهة ...
بينما كان المصلحون الصادحون بالحق بين صفوفنا قلة ،، وأصواتهم خافتة ،، وأفعالهم مستغربة ...
لذا وبلا مواربة أو محاباة ،، وبكل صراحة ووضوح .. أن الذي يحدث لنا  الان هو جنى زرعٍ  زرعناه  بأيدينا ،،
نعم لقد زرعنا ، وها نحن نحصد ..
فلا ينبغي أن نلقي باللائمة على غيرنا ،، قدر ما نرجع السبب إلينا ..
لولا سكوتنا لما ولد ( الفرعون ) .... (( فاستخف قومه فأطاعوه ))
ولولا جبننا وخورنا لما تملك أمرنا الرويبضة ..
ولولا بعدنا عن منهج الله تعالى ، لما وكلنا الله عز وجل لأنفسنا ..
فعلينا أن نعي الدرس جيداً ،، فكم كان قاسياً
ولنحذر أن نترك الفساد ثانية يتجذر في أرضنا ،، أو أن نوسع للمفسدين ليتملكوا زمامنا ،،
 فلن يدفع الثمن أحد غيرنا ..
         

عودة خدمة المدونات بعد تعطلها يومين




عادت خدمة «بلوجر» للمدونات التابعة لمحرك البحث «جوجل» للعمل عقب إصلاح عطل استمر لمدة يومين، وفقا لما أعلنته الشركة.
<p></p>
وأعلن «إيدي كيسلر» المدير الفني لخدمة «بلوجر» الجمعة عودة الخدمة. وقال «كيسلر» في مدونة الشركة: «لقد بدأنا نعود إلى الوضع الطبيعي بشكل كامل، وفي ساعات قليلة سيتم استعادة المشاركات والتعليقات التي تم محوها بشكل مؤقت.. شكرا على تمتعكم بالصبر، نحن أيضا نستخدم خدمة (بلوجر) لذا نشعر بمعاناتكم»..
وأشار المسؤول إلى أن العطل بدأ منتصف ليلة الأربعاء أثناء إجراء عملية صيانة روتينية بالخدمة.
وأوضح «كيسلر» أن أبرز المشكلات التي نتجت عن العطل كانت تتمثل في سقوط الخدمة واختفاء المشاركات وعدم فتح المدونات وظهور أخطاء متعددة.
وأضاف المسؤول «حوالي 0.16% من مستخدمي خدمة (بلوجر) هم الذين عانوا من مشكلات إضافية في حساباتهم»