الأحد، مايو 29، 2011

المؤامرة الغربية.. على الثورات العربية ..

اختبار آخر لثوار مصر وتونس ،، لكنه اختبار من نوع يبدوا أخطر مما سبقه من اختبارات فكثير منا قد يصمد أمام الفتن والفرقة والاعلام الكاذب ... لكن ما الرأي حين تغرينا (رزم الدولارات ) ؟؟ 
ترى هل يستطيع الشعب المصري والشعب التونسي أفرادا ومسئولين أن يصمد أمام إغراء من هذا النوع ، طالما اشترى به الغرب أصواتنا وكمم به أفواهنا ؟؟
ترى هل تصمد المبادئ ؟؟ 
أم نقع في نفس الأزمة ، ونبع الرأي الحر ، والعزة الدائمة لأجل شبع البطون ، وترف الحياة ؟؟
كم أتمنى أن نكمل المسيرة ، وأن نرقى بأنفسنا عن البيع في (سوق العبيد )
( كشفت صحيفة (النيويورك تايمز) الأمريكية، عن مؤامرة يتم تدبيرها حاليًّا؛ لإجهاض الثورة في مصر وتونس، مشيرةً إلى أن المساعدات التي ينوي الغرب تقديمها للبلدين ليست شيكًا على بياض، وإنما على أساس استجابة البلدين للمطالب الإصلاحية الغربية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المساعدات التي تُقدَّر بنحو 20 مليار دولار، والتي وعدت بها الدول الثماني الاقتصادية الكبرى بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقض الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي ستتم على مراحل، ومرهونة بالإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية وفقًا للمقاييس الغربية.
وأكدت أن تلك المساعدات تأتي كمحاولةٍ من قِبَل الغرب لمواجهة صعود الإسلاميين في البلدين المتوقع لهما أن يحققا نتائج إيجابية، في ظل حالة التدهور الاقتصادي والأمني بالبلدين.)                                                                         
                 منارات / وكالات

الجمعة، مايو 27، 2011

العلامة القرضاوي .. الإمام الثائر ( كتاب جديد )


كتاب جديد يعرض ويتناول مساهمة الإمام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في خدمة ثورة مصر التي انفجرت يوم الخامس والعشرين من يناير.
مؤلفه الدكتور / وصفي عاشور ابو زيد 

ملامح قيمة الكتاب
يتحدث الدكتور خالد فهمي / كلية الآداب- جامعة المنوفية. عن الكتاب فيقول :
تستمد الدراسة قيمتها وأهميتها من توافر العلامات التالية:
أولاً: موقع الشخصية- موضع فحص منجزها الاجتهادي- وهو الدكتور يوسف القرضاوي 1334هـ/ 1926م، الذي يعد بلا منازع أعظم الفقهاء والمجتهدين المعاصرين اليوم
ثانيًا: موقع القرضاوي، بما هو فقهيه، ومنظر فكري للحركة الإسلامية، وحركي يعرف قيمة الواقع، والاشتباك معه، وموقعه بما هو محط آمال جماعات وشعوب كثيرة تسترشد باجتهاده في ضبط حركتها ومسيرتها.
ثالثًا: الرصيد الرائع والمتنوع من أشكال دعم ثورة المصريين، وتوجيهها وتنبيهها وتبصيرها بمواضع أقدامها في حركتها، في سرعة ومتابعة ومثابرة ظاهرة من أول لحظة، وهو ما لا يمكن مقارنته بأي من الأعلام ولا المؤسسات التي جاءت جميعًا متخلفة عن فعل الثورة بخطوات كثيرة.
رابعًا: منزلة المؤلف الدكتور وصفي عاشور أبي زيد، بما هو واحد من أكثر الأصوليين الفقهاء الشباب التصاقًا بالإمام، وبما هو من أكثر الأصوليين الفقهاء الشباب وعيًا بطبيعة الواقع، وبما يجمعه في صدره من معرفة، وبما حازه من علاقات بأعلام الاجتهاد الأصولي والفقهي المعاصرين، وبما يتمتع به من سمات شخصية تقترب به من حدود أهل الحكمة.

ثم يعرض لمحتوى الكتاب فيقول :
وفيما يلي نتوقف أمام ما ضمه الكتاب من فصول ناقشت ورصدت وحلَّلت ودونت حدود منجز الإمام في اجتهاده للثورة المصرية المتواصل إلى اليوم.

جاء الكتاب في: مقدمة، ومدخل، وأربعة فصول، وملحق ببيانات القرضاوي وخطبه وأحاديثه وتصريحاته للثورة المصرية، كما يلي:
1- مدخل:
عن معالم الثورة والإمام الثائر، وفيه (ثورة أذهلت العالم/ ثورة ربانية/ ثورة قدوة ومعلمة/ ثورة أخلاقية سلوكية حضارية/ ثورة من أجل المقاصد الإنسانية/ ثورة وطنية شعبية حقيقية/ ثورة أظهرت القدرة على التجديد والإبداع/ ثورة حصاد عقود وإن أطلق شرارتها الشباب/ ثورة ميزت مواقف الحكومات والعلماء/ موقع القرضاوي على خارطة العلماء والدعاة/ لماذا القرضاوي دون غيره؟/ ولماذا القرضاوي وثورة مصر دون غيرها من الثورات؟.
 
2- الفصل الأول:
المنطلقات الشرعية لخطاب القرضاوي في الثورة، وفيه: نصوص القرآن والسنة/ الوعي بفقه السنن الجارية/ الوعي بفقه الواقع والإحساس به/ رعاية فقه المقاصد/ رعاية فقه المآلات/ رعاية فقه الموازنات/ التشاور مع أهل الذكر/ استلهام دروس التاريخ ودور العلماء الربانيين/ رد الشبهات وتفنيدها/ نقد المتخاذلين وعلماء السلطة.

3- الفصل الثاني:
 قواعد حاكمة لخطاب القرضاوي في الثورة، وفيه دراسة للقواعد التالية: (حق الأمة مقدم على حق الفرد/ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة/ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب/ المشقة تجلب التيسير/ الأمور بمقاصدها/ حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة والمضايقة/ للوسائل أحكام المقاصد/ تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة/ كل ما خالف أصلاً قطعيًّا فهو مردود/ درء أعظم المفاسد بارتكاب أخفها وجلب أعظم المصالح بتفويت أدناها.

4- الفصل الثالث:
 الخصائص العامة لخطاب القرضاوي في الثورة، وفيه معالجة الخصائص التالية: (الربانية/ الوسطية/ المواكبة/ الشمولية/ الاستيعاب/ البيان.

5-  الفصل الرابع:
 آثار وتأثير خطاب القرضاوي في الثورة داخليًّا وخارجيًّا، وفيه مراجعة هذه الآثار على التأثير الداخلي بما ضمه من الثوار/ والعلماء والدعاة/ والجيش والمجلس الأعلى/ والإعلام والصحافة الداخلية/ والشعب كله، وناقش تأثير الخطاب خارجيًّا على الإعلام بنوعيه مسموعًا ومقروءًا.

6- الملحق،
وجمع فيه أحد عشر نصًّا ما بين تصريحات، وكلمات وبيانات، وتفريغ لبرامج، وخطب.

ثم تناول عن منهجية مؤلف الكتاب فقال :
كان حسنًا من وصفي عاشور أن يقف أمام عدد من الملامح التي حكمت القرضاوي بضرورة مساندة الثورة المصرية، وتنبه إلى قيمة البدايات الأولى بما هي مؤثرة في مسيرة الإمام؛ ذلك أن القرضاوي كان قد عانى من السجون وعذاباتها بدءًا من عهد الملكية المصرية في سنة 1949م، ثم في سجون عبد الناصر مرتين 1954م، و1962م، وهو الأمر الذي ينبه الكتاب على أثره الإيجابي في التحرك المواكب لفعل الثورة المصرية.

ومن جهة ثانية ينبه الكتاب على تأثير حرب فلسطين، ومرأى كتائب الجهاد المتطوعة من أجل هويتها في وعيه بحقوق الشعوب في الثورة وضرورة دعمها.

ومن جهة ثالثة فقد كانت نشأته بين صفوف حركة الإخوان المسلمين بما قدمته- وما تزال- من تضحيات غالية بدءًا من مؤسسها، ومرورا بأعلامها وعلمائها، وانتهاء بأفراد جنودها من أجل الحرية وصد هجمات الطغيان.

ومن جهة أخيرة، كانت أجواء الظلم والتضييق التي حاصرت الشيخ إلى ما قبل الثورة أمرًا زاد من دوام شعوره بالظلم، وبما هو سبب لدوام ثورته على الظالمين، بما عانقه من تكوين فطري جبلي دعمته ثقافة أصيلة برفض الاستبداد والظلم والقهر والطغيان، كل هذه الأنوار التي رافقته من بداياته الأولى منارات على طريق خدمة الثورة المصرية.

ويقول :
افتتح وصفي عاشور كتابه المهم بمدخل طويل، رصد فيه معالم الثورة والإمام الثائر معًا، وهي معالم تقود إلى ما ظهر عنوانًا لهذه الفقرة بما يجعل هذه الثورة منحة ربانية بامتياز، بما حازته من علامات ومعالم، وبما قيضه الله سبحانه لها من دعم الداعمين، وفي الصدارة منهم الإمام القرضاوي، وقد فطن المؤلف الكريم إلى أن الثورة كانت حدثًا مذهلاً مباغتًا.

ثم هي ثورة ربانية بما ظهر من رعايته لها ورحمته بها، وإسقاطه لمؤامرات المتآمرين عليها، ورد الحملات الإعلامية المسعورة ضد المشاركين فيها، ثم هي ثورة قدوة ومعلمة بما نطقت به قادة العالم وساسته: "لقد بدت مصر صانعة للتاريخ كالعادة" (على حدِّ تعبير رئيس وزراء إيطاليا) وأبدت العالم مصريًّا (على حدِّ تعبير رئيس وزراء النرويج)

ثم هي ثورة أخلاقية وحضارية، وهو ما عكسه سلوك المتظاهرين الفعلي واللساني معًا في علامات ظاهرة على عراقة المصريين.

وهي ثورة سعت نحو مقاصد إنسانية، بمعنى أن الثورة كانت من أجل الحفاظ على كليات الإسلام، كانت الثورة تسعى نحو حفظ الدين، والتدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض.

لقد كانت الثورة بمثابة إعادة صياغة للإنسان من جديد في ضوء هذه المقاصد الكبرى، على حدِّ تعبير الكتاب ( ص 30)، وهي ثورة وطنية وشعبية حقيقية.

ثم هي ثورة أظهرت القدرة الكامنة في الجينات المصرية على الإبداع والتجديد، وهو ما أشار المؤلف الكريم إلى مستوياته المختلفة، طالت الشعارات والهتافات والأشعار، والرسوم، والغناء إلى غير ذلك.

وقد تميز موقع القرضاوي على خريطة العلماء والدعوة بشكل ظاهر منفرد، لدرجة تشكل ظاهرة فريدة، لا يشاركه فيها أحد، لاعتبارات كثيرة- كما يقول المؤلف- منها:
أ- دوره الشامل مع الثورات عمومًا.
ب- قوة خطابه ورصانته ومواكبته للحدث، مع شموله لنواحي وجوانب المشهد.
ج- إصداره بيانين لثورة مصر، وخطب ثلاث مرات من أجلها.
د- دوره الظاهر في تحميس ثوار مصر.

لقد برهن القرضاوي على مصريته وإمامته معًا، ومن أجل ذلك استحق التوقف أمام سهمته في الاجتهاد والعمل والحركة لخدمة الثورة، بما جعله أحد علاماتها التي لا تنكر!

المنطلقات الشرعية الحاكمة لاجتهاد القرضاوي للثورة المصرية
التقط وصفي عاشور في فصل تالٍ عشرة منطلقات شرعية حكمت اجتهاد الإمام القرضاوي، ورتبها ترتيبًا شرعيًّا جيدًا، افتتحها بأخطر المنطلقات جميعًا ألا وهو أنه اجتهاد حكمه ورعاه نصوص الذكر الحكيم، والسنة المشرفة، وقد اشتملت خطابات القرضاوي على عدد كبير جدًّا من آيات الذكر الحكيم، تمثل مدونة رائعة لنصوص مواجهة الاستبداد من مثل ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)(القصص)
﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾ (هود: من الآية 102.
﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ﴾ (النساء: من الآية 148.
ومما ورد من نصوص السنة المشرفة في خطابه:
)لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: "رجل أم قومًا وهم له كارهون..."(
- )من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة(
)لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)
- (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)
-(من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"(
وتابع وصفي عاشور أبو زيد في عُشارية الوقوف أمام المنطلقات الشرعية التي ظهرت من اجتهاد الإمام القرضاوي وتمثلت في:
- الوعي بفقه السنن الجارية القاضية بانتصار الحق، وتغلب إرادة الحياة.
- الوعي بفقه الواقع والإحساس به، وأن الواقع حاكم بانتصار الكرامة، وحقُّ مصر في استعادة دورها وريادتها التي لم تنقطع إلا مؤقتًا على يد هؤلاء الفاسدين التي ثارت مصر ضدهم.
- رعاية فقه المقاصد، ووعيه بحرمة المشاركة في المظاهرات غير السلمية، وحديثه عن الأموال المنهوبة، وتأييد المقاصد الإنسانية والاجتماعية العادلة للثورة.
- رعايته لفقه المآلات، وهو ما ظهر في دعوته لانضمام الشعب إلى الثوار، وبيانه أن مقاومة الفساد سبيل لحماية مصر من الغزو الخارجي، وما ظهر من تحذيره للشباب من المندسين.
- رعاية فقه الموازنات، وهو أحد المنطلقات المهمة التي قادته إلى تأييد الثورة من فجر بدايتها وتحريضه للمتظاهرين، وتحميسه لهم، وبيانه أنه لا يجوز لأحد ولو كان شيخًا للأزهر أن يجامل فردًا على حساب شعب.
- التشاور مع أهل الذكر، وهو ما تبدى من مشاورة لعدد من قيادات الميدان في أمر نزوله للميدان، وهو ما ركن إليه في تأخير نزوله إلى ما بعد التنحي.

- استلهام وقائع التاريخ، ودور العلماء الربانيين.
وكان من أخطر ما وقف أمامه وصفي ما سماه برد الشبهات، وبين أن الخروج السلمي لا يسمى خروجًا، أو يجعل صاحبه من الخوارج بأي شكل من الأشكال، ثم كان وقوفه أمام المتخاذلين وعلماء السلطة أمرًا يذكر، فيُقدر ببالغ الامتنان لدوره.

القواعد الحاكمة لاجتهاد القرضاوي لخدمة الثورة ودعمها
وفيما يلي رصد لعشر قواعد استخرجها وصفي عاشور من خطاب القرضاوي رآها حاكمة على اجتهاده، وقد كان منهجه فيها متمثلاً في إيرادها والتعليق عليها بما عانقها من فعل الشيخ في خدمة الثورة، وهي كما يلي:
1- حق الأمة مقدم على حق الفرد.
2- لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
3- ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
4- المشقة تجلب التيسير (وهو ما دعاه لإباحة تقدم المأموم على الإمام في الصلاة/ وإباحة الجمع(
5- الأمور بمقاصدها (حكمه لقتلى الثورة من الثوار بأنهم شهداء/ قاتلوهم ملعنون(

6-  حقوق الله مبنية على المسامحة والمساهلة، وحقوق العباد مبنية على المشاحة والمضايقة (استعراض خطايا النظام/ ذكره سجنه المظلومين/ ذكر حقوق الشعب(
7- للوسائل أحكام المقاصد (حل التظاهر/ تحريم البلطجة/ وجوب النزول إلى الشارع... إلخ(.
8- تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة.
9- كل ما خالف أصلا قطعيًّا فهو مردود (الأصول ومئات النصوص تصرح بمقاومة الظلم/ لا تترك هذه لحديث وأحد ولو كان صحيحًا(.
10-  درء أعظم المفاسد بارتكاب أخفها، وجلب أعظم المصلح بتفويت أدناها.

 خصائص عامة لخطاب القرضاوي في الثورة
وقد كانت اجتهادات القرضاوي- أكرمه الله- متميزة جدًّا، ومتسمة بعدد من الخصائص المهمة جدًّا، وقف وصفي أمام أظهرها، وأكثرها وضوحًا وتجليًّا، وهي سمات الربانية بدليل أن الثورة كانت لله، ومن أجل الله في مواجهة سلطان جائر، والوسطية، وهي سمة تعني العدل والحق، فقد كان ناطقًا بهما، والمواكبة للحدث بما هو من معاني فقه النوازل، وهو ما تجلى من أول أيامها، والشمولية جامعًا بين العقل والقلب، والاستيعاب بما هو خطاب موجه لكلِّ الأطراف والبيان الجامع بين الوضوح والتفهيم والتأثير.

تأثير خطاب القرضاوي للثورة داخليًّا وخارجيًّا
وقد تجلت القيمة العملية لخطاب القرضاوي بشكل يعكس تقدير منزلته داخليًّا وخارجيًّا، وأسهم في تمايز طوائف النخب المصرية، وأسهم في تعرية عدد من الطوائف المعادية للفكرة الإسلامية.

إن هذا الكتاب يدل دلالة قاطعة على العناية الربانية التي حاط بها رب العزة سبحانه الثورة المصرية من توفيقه القرضاوي إلى دعم الثورة وخدمتها، ويدل على أن مدرسة الإخوان في الفقه والدعوة ما تزال مثمرة منتجة، وما تزال مصر قادرة على إنجاب الطاقات والكفاءات العلمية والفكرية.

لقد أعطى كتاب "القرضاوي الإمام الثائر" صورة مشرقة لقدرة الإسلام الإيجابية عبر أصوات علمائها الكبار على دعم حركات التحرير، وطلب قهر الاستبداد.
أكرم الله إمامنا القرضاوي، وسدَّد الله قلم صديقنا العالم الدكتور وصفي عاشور أبي زيد.

ثم يبدي الدكتور ملاحظاته على الكتاب فيقول :
إنني مؤمن بأن واحدة من سمات المراجعات العلمية الساعية نحو الرصانة والإضافة، أن تقف بإزاء ما يعرض من مؤلفات موقفًا متعاطفًا يقدر ما تضيفه لحركة العلم والمعرفة في تخصصها، وناقدًا يتلمس تقويم القائم بغية تجويده، ومن هنا فإن ثمة ملاحظات وقعت لي من تأمل بناء الكتاب، وتصميمه، يمكن ذكر عدد منها فيما يلي:
أولاً: يؤمن وصفي عاشور ويعلم أن الدراسة العلمية تتسم بالموثوقية، والتوثيق، وهو ما بدا ظاهرًا في أجواء الدراسة الرصينة التي أتى بها هنا، غير أن غيابًا واضحًا للتوثيق طال مناطق كثيرة من الدراسة من مثل غياب توثيق شهادات كبار الساسة الغربيين تجاه الثورة المصرية في (ص 24)، ومن مثل غياب تخريج عدد كبير من نصوص الحديث الشريف في سياق تحليل للمنطلق الشرعي الأول لخطاب القرضاوي على ما جاء في الصفحات (47 و48)، رغم أنه خرجها جميعًا في الملاحق، وكنت أحب أن يوثق كلَّ حديث عند وروده أول مرة.

ثانيًا: غابت قائمة مراجع دراسة وصفي عاشور، ولعلَّ تعجل صدور الكتاب هو الذي لفته عن إيراد قائمة مراجعة مع أهميتها البالغة لهذا الموضوع.

ثالثًا: كنت أرى- وما زلت أرى ذلك مهما- أن يورد وصفي في مقدمة دراسته ما يبرهن على كون الإمام القرضاوي واحدًا من آباء الثورة المصرية الكبار، وملهميها، بما صدر عنه من كتابات سابقة تمهد لفعل الثورة، سواء الفكري منها، أو ما كان من ذلك في صورة فتاوى سابقة.

ولكن هذه الملاحظات لا تنال بحال من الجهد الرائع الذي بذله المؤلف.  
  ( اخوان اون لاين مع تغيير )

مقاوم بالثرثرة .. شعر أحمد مطر

                                                                  بشار الأسد



مقاومٌ بالثرثرة
ممانعٌ بالثرثرة
له لسانُ مُدَّعٍ..
يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة
يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ

مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ
استقال مِن عيادةِ العيونِ
كي يعملَ في " عيادةِ الرئاسة "
فشرَّحَ الشّعبَ..
و باعَ لحمهُ وعظمهُ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
فإنْ كنتُ أنا " الدكتورَ " في الدِّراسةْ
فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..
و القاتلُ بالوراثةْ !

دكتورنا " الفهمانْ "
يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ
مَنْ قالَ : " لا " مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟

لا تبكِ يا سوريّةْ
لا تعلني الحدادَ
فوقَ جسدِ الضحيَّة
لا تلثمي الجرحَ
و لا تنتزعي الشّظيّةْ
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ

قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ
حريّةْ

أفريقيا بين رحى الفقر .. والتنصير


         
أفريقيا .. جرح غائر ينزف منذ دهر بعيد ،، شعوب عريضة يطحنها الفقر والجهل ، ويتخلى عنها العرب والمسلمون أفراداً ومؤسسات بينما تتبناها المؤسسات النصرانية لتشتري دين المسلم بلقمة عيشه ،
كم فيها من مآسي .. وانها لأكبر علامة على (( دناءة )) الغرب وخسته ،، وأبلغ فضيحة لأكاذيبه التي يرددها على مسامعنا حول حقوق الانسان وحريته وحفظ الحياة الكريمة ومحاربة الجهل ...... الخ
وهي كذلك أقوى دليل على تفاهة العرب وضعفهم وغفلتهم ، فبينما هم يرتعون في النعيم ، ويتشدقون بالدعوة والجهاد والانفاق .. ولو التزموا فقط بإخراج زكاة أموالهم وتوجيهها لهؤلاء المعدمين لما كان ما كان ، لكنها أمريكا تأمر فتطاع ،، وتقول فتسمع ..
لكن والحمد لله لا تعدم هذه الأمة الخير ، ولا تخلو من الخيرين ، وإني عازم على إعداد ملف عن ( افريقيا ) وما يعانيه من ماسي وكيف يستغل فقرها وحاجتها في أخبث اسلوب لحرب الاسلام وأهله وسلخ المسلمين من دينهم
وقد رأيت هذا الحوار على موقع ( اخوان اون لاين ) فرأيت أن أنقله لكم كمقدمة للملف ، ولما رأيت من أهميته لكونه على لسان شاهد عيان على ما يحدث

الشيخ ذكر الله الشافعي:
- المسلمون يمثلون 75% من الشعب النيجيري
- الفاتيكان والغرب يدعمون أعمال التنصير
- النصارى يدفعون 10% من دخلهم لدعم الكنائس
- الصهاينة يستخدمون الأقليات لإثارة الفتن
- انفصال جنوب السودان يعزلنا عن الشمال المسلم

حوار: أحمد الجندي
شهد 1944م غرس البذور الأولى لدعوة الإخوان المسلمين في نيجيريا، حين التقى الشيخ آدم عبد الله الإلوري بالإمام الشهيد حسن البنا أثناء دراسته بالأزهر الشريف، وتعرَّف على جماعة الإخوان المسلمين، ونهل من معينها، وتتلمذ على يد مؤسسها رحمه الله.

وتوالت بعدها زيارات أعلام الدعوة إلى نيجيريا في الخمسينيات أثناء فترة محنة الجماعة؛ ليكملوا ما بدأه الإلوري، وفي الفترة من 1980 إلى 1985 بدأ تأسيس عمل إسلامي منظَّم بولايات نيجيريا، إلا أنه لم يكن هناك تنسيق بين كل المجموعات التي تعمل في نيجيريا، فكانت كل ولاية تعمل بشكل مستقل، حتى عام 1995م، الذي عرف التنسيق بين كل المجموعات العاملة في ولايات نيجيريا، باسم جماعة المجلس الإسلامي.

ومن أبرز الذين حملوا همَّ الإسلام والمسلمين في نيجيريا ووسط إفريقيا الشيخ ذكر الله الشافعي، مسئول جماعة المجلس الإسلامي بنيجيريا "الإخوان المسلمين"، والمسئول التربوي للتجمع الإسلامي في نيجيريا، والذي يشمل "المجلس الإسلامي، والتضامن الإسلامي، والتجديد الإسلامي".

تعرَّف الشافعي على دعوة الإخوان المسلمين عام 1984م، ويقيم حاليًّا بمدنية "لاجوس" العاصمة القديمة لنيجيريا التي تقع في الجنوب النيجيري.

خلال زيارته إلى القاهرة لحضور افتتاح المركز العام للإخوان المسلمين، التقي به (إخوان أون لاين) في هذا الحديث الصحفي:
دعوة الإخوان
* بدايةً.. متى بدأ العمل الإسلامي المنظم في نيجيريا؟
** قديمًا كان الإخوان المسلمون في نيجيريا يعملون بشكل منفصل في الولايات النيجيرية، كل مجموعة على حدة، وعندما جاء بعض الإخوة المصريين إلى نيجيريا عام 1995م نظَّموا العمل بشكل أكثر وبدءوا بالتنسيق بين هذه المجموعات ثم دمجها.

* ما أبرز المناطق التي يوجد بها الإخوان المسلمون في نيجيريا؟
** يوجد الإخوان في أغلب الولايات النيجيرية الـ36، وخاصةً الولايات الشمالية والجنوبية، أما الولايات الشرقية فالعمل الإسلامي بها ضعيف جدًّا؛ لأن الأكثرية فيها نصارى وأعداد المسلمين قليلة جدًا.

* ما النسبة الحقيقية للمسلمين في نيجيريا؟
** المسلمون يمثلون 75% من الشعب النيجيري، وهذه الإحصائية هي الصحيحة، أما من يقول إنهم 55% أو 60 % فهم يزيفون الحقائق.

ضعف الأغلبية
* لماذا إذن لم تفرز هذه الأكثرية رئيسًا مسلمًا للبلاد؟
** لأن تأثير المسلمين في نيجيريا ضعيف جدًّا نتيجة الفرقة والخلاف الموجود بينهم، ففي الانتخابات الرئاسية السابقة تقدَّم 3 مرشحين مسلمين، ومرشح نصراني، ولم تفلح جهودنا في توحيدهم والاجتماع على مرشح واحد، وهو ما أدى إلى تفتيت الأصوات وفوز المرشح النصراني.

وهذا لا يمنع وجود حالات تزوير متعددة في تلك الانتخابات وشراء للأصوات ودفع المال للفقراء للتصويت للنصارى، كما أن الدعاية الانتخابية النصرانية قوية، وتحرِّض الناس على عدم انتخاب المسلمين، من خلال رسائل الجوال التي تقول: "إذا كنت نصرانيًّا لا تنتخب مسلمًا"، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة الفيدرالية هي التي تعيِّن المشرف على الانتخابات، ورغم أنه مسلمٌ فإنه تابعٌ للحكومة وينفِّذ أوامرها، كما أن مسلمي نيجيريا لا يتكلَّمون بصوت واحد، ودائمًا أصوات الأفراد لا تُسمع، وصوت المجموع مسموعٌ، ثم مشكلة ضعف الثقافة الإسلامية عند المسلمين، فإذا كان أحد المسلمين يتكلم لا تجده يتكلم نيابةً عن الإسلام؛ لأن أفكاره علمانية إلحادية فهو مسلم فقط بالاسم.

بالإضافة إلى انتشار الجهل والفقر، فالمسلمون ليس لديهم ثقافة العصر في التعليم، لكي يستطيعوا أن يصلوا إلى مناصب قيادية، كما أن اللغة الرسمية هي الإنجليزية، والكثير من المسلمين لا يعرفونها، فإذا لم تتحدث الإنجليزية فإن الحكومة لا تعتبرك مواطنًا.

والمسلمون في الدول العربية والإسلامية لم يساعدوا النيجيريين في أن يكون لهم صوت مسموع مثلما يفعل النصارى في الغرب، ومن المعروف أن الفاتيكان والدول الغربية يدعمون نصارى نيجيريا ويمولونهم، وآثار الاستعمار الإنجليزي لا تزال موجودةً حتى الآن في نيجيريا، وتبرز في استيلاء الأقلية على خيرات البلد والمناصب العليا.

* وهل هناك أسباب خارجية لهذا الضعف؟
** هناك مخططات كثيرة لأعداء الإسلام للتفريق بين المسلمين "بسياسة فرق تسد"؛ لأنهم يرون أن اتحاد المسلمين يشكِّل خطرًا عليهم، ويمنع استفادة المسلمين من قوتهم.

وقد أسهم تجاهل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية للمسلمين في نيجيريا وتبعيتهم للغرب وتنفيذ أجندات الدول الغربية بشكل كبير في ضعف مسلمي البلاد، وأصبحت الأنظمة تخاف أن تمول المسلمين النيجيريين حتى لا تتهم بدعم الإرهاب.

وقد بذل الإخوان المسلمون في نيجيريا جهدًا كبيرًا لإنهاء تفرق المسلمين والعصبيات بين مسلمي الشمال والجنوب وتوحيد الرؤى، ونجحوا نسبيًّا في ذلك، إلا أننا ما زلنا نواجه أيضًا مشكلات انتشار الجهل والأمية بين المسلمين في نيجيريا.

تنصير
* أشرت إلى الفاتيكان.. فما دوره في نيجيريا؟
** يدعم الفاتيكان المنظمات التنصيرية في نيجيريا، والتي تلعب دورًا كبيرًا خاصةً في الولايات الجنوبية؛ لدرجة أن عدد الكنائس في لاجوس أكثر من المساجد، وتوجد منظمة "كان" التنصيرية، والتي تعدُّ أقوى كيان في نيجيريا؛ لدرجة أن الحكومة تسير وراءها حتى لو كان الرئيس مسلمًا، وتستغل الفقر الذي يعاني منه مسلمو نيجيريا لتنصيرهم.

كما أنها تعمل على إشعال الفتنة في البلاد دائمًا، فعندما حدثت مشكلة في الانتخابات السابقة شكَّلت الحكومة لجنةً رئيسها شخص مسلم اسمه "أحمد ليمو"، ولكن هذه المنظمة قادت النصارى إلى رفض هذه اللجنة، وهو ما قابله المسلمون بالتمسك باللجنة.

وترعى تلك المنظمات حملات تطرق البيوت، ويتحدثون مع الناس ويوزعون النشرات، وينظمون قوافل إغاثية للفقراء لاستغلال فقرهم وتنصيرهم، وقوافل طبية وعلاج العيون بالمجان في الأرياف والمدن، ويقدمون منحًا دراسيةً مجانيةً، كما أن لديهم مدارس خاصة ومستشفيات ينصرون من يلتحق بها، ولديهم جريدة خاصة بهم، وبرامج إذاعية وفي التلفاز، ويمتلكون مراكز إذاعية يستخدمونها في نشر أفكارهم والترويج للتنصير.

كما أن النصارى يمتلكون مؤسساتٍ تجاريةً كبيرةً، ومراكز البترول كلها مملوكة لهم، ويدفعون 10% من دخولهم إلى الكنائس ولصالح التنصير إلى جانب دعم الفاتيكان، والمؤسسات التنصيرية العالمية في أمريكا وأوروبا.

وقد تندهش إذا علمت أن الدستور النيجيري دستور بريطاني نصراني، فعندما خرج الاستعمار خرجت الأجسام فقط وبقيت القوانين النصرانية ولم تتغير حتى الآن؛ لدرجة أن العطلة الأسبوعية في نيجيريا يومي السبت والأحد.

* وماذا تعني بذلك؟
** أن عطلة النصارى الكاثوليك السبت، وبقية النصارى عطلتهم يوم الأحد، فيوم العطلة الرسمية لا يتوافق مع أغلبية سكان البلد من المسلمين، ولكن سيطرة النصارى أدت إلى تغولهم على حقوق المسلمين.

* كم عدد الديانات في نيجيريا؟
** هناك ديانات كثيرة، ولكن أشهرها "الإسلام، والنصرانية، والوثنية"، ومن هذه الثلاث تنحدر ملل ونحل أخرى كثيرة.

بؤرة الصهاينة
* هل هناك تدخلات صهيونية في الشأن النيجيري؟
** نعم، فالصهاينة لهم مؤسسات كثيرة في نيجيريا، ويمتلكون مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي اشتروها من الحكومة أو أعطيت لهم مجانًا، والرئيس النيجيري تابع لهم، ويستخدمون النصارى لإثارة الفتن داخل نيجيريا.

* هل أوضاع المسلمين في غرب ووسط إفريقيا مشابهة للوضع النيجيري؟
** الوضع في دول "غانا، كاميرون، ساحل العاج، توجو، تشاد، بنين " يكاد يكون مماثلاً للوضع في نيجيريا، حتى إن الوضع في نيجيريا يعدُّ أفضل من وضع المسلمين في بعض الدول، مثل "بنين، توجو، كاميرون"، فالمسلمون أكثرية ولكن النصارى أسكتوهم.

* هل أثر انفصال جنوب السودان في دول وسط إفريقيا؟
** لا شك أن انقسام أي بلد إسلامي لا بد أن يؤثر في دول جواره، خاصةً أنه كان هناك تعاون كبير بين السودان ودول وسط إفريقيا، ويقيم بالسودان حوالي 10 ملايين نيجيري، وشكَّل علماء إفريقيا لجنةً ذهبت للسودان قبل الاستفتاء على انفصال الجنوب؛ لمحاولة رأب الصدع وتوحيد السودانيين، ولكن الضغوط الأمريكية على السودان حالت دون نجاح الوفد في تحقيق المهمة.

بالإضافة إلى أن انفصال دولة جنوب السودان النصرانية يعزِّز من قوة النصارى في المنطقة، ويعزل دول الشمال العربي المسلم عن دول وسط إفريقيا ذات الأغلبية المسلمة، فضلاً عن سيطرة النصارى على خيرات الجنوب السوداني، وخاصةً البترول، وحرمان هذه الدول الفقيرة من أي مساعدات كان يمكن أن تصل إليها عبر السودان، وكذلك اتخاذ الكيان الصهيوني سفارةً في جنوب السودان وهذه مصيبة؛ لأنها ستكون مركزًا للصهيونية في إفريقيا، لضرب الإسلام في دول وسط إفريقيا.

واجب عربي إسلامي


 * ما الذي يطلبه النيجيريون من الدول العربية والإسلامية؟
** يحتاج النيجيرون إلى الدعم العربي الإسلامي، خاصةً في المجال التعليمي والتربوي، وتقديم المناهج التربوية باللغتين العربية والإنجليزية، والإكثار من البرامج التربوية الموجهة إلى نيجيريا، إلى جانب إعادة تفعيل الدور الإغاثي، الذي كانت تقدمه المؤسسات الخيرية العربية، مثل مؤسسات "الندوة، الحرمين، الإغاثة"، والتي توقفت عن العمل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، ولم يتبقَّ منها إلا مؤسسة الندوة التي تقدم خدماتٍ ضعيفةً إذا ما قورنت بوضعها في السابق، والمساهمة في بناء المدارس الإسلامية والمساجد، ومراكز رعاية الأيتام والأرامل وتحفيظ القرآن الكريم.

هذا بالإضافة إلى المساعدة في تأسيس مراكز إذاعيه إسلامية، ودور لطباعة الكتب الإسلامية؛ لأنه لا يوجد في نيجيريا طباعة كتب إسلامية، ومراكز إذاعية، ونحتاج إعادة تنشيط المنح الدراسية كما كانت سابقًا، وتوعية الشباب المسلم في نيجيريا سياسيًّا، ودعم العمل السياسي الإسلامي؛ لأن تأسيس حزب في نيجيريا يتكلَّف الكثير.