الثلاثاء، مايو 24، 2011

كسراب بقيعة .. يحسبه الظمئان ماءً ...

                                                           اوباما .. وشعار الماسونية




للأسف الشديد ، لا زال الكثير يعقدون الآمال على أمريكا وسياساتها ،، ويعولون على تحركاتها وما يسمى ( مجهوداتها ) لإحلال السلام في العالم عامة ، والشرق الأوسط خاصة ،، ولست أدري أي مؤشر يمكن أن يعتبر دليلاً على صدق هذه النبوءات ،، وما الذي أنجزته السياسة الامريكية في العالم كله والشرق الاوسط خاصة حتى يستبشر بسياساتها وتعقد عليها الآمال ،،
ولست أرى ما يحدث من الاهتمام بأمريكا وتحركاتها والتعويل عليها وشغل أذهان العالم بخطابات قياداتها  إلا مظهراً من مظاهر (الافتتان بالقوة)  الذي جبلت عليه فطر الناس ونفسياتهم ، فنفوس الناس مجبولة على الاعجاب بالقوي والافتتان بكلامه ولو كانت توقن أنه (( كذب صراح )) و (( نفاق واضح ))
إننا ما زلنا نؤكد ونقرر أن على العالم الغربي أن يستيقظ مما يحيكه له حكامه من بلايا سيجره اليها غطرسته وظلمه ، وإن ازدواجية المعايير التي تتعامل بها المنظمات الدولية والغربية إزاء العالم فتقر ما تراه في صالحها فقط وترفض وتراوغ فيما هو غير ذلك ، إن هذا كله كفيل بأن يصنع (( وقد صنع فعلاً )) طوفانا عارما من الحقد والكره والبغض لتلك السياسات وأصحابها ،،ولسوف يدفع الجميع ثمن هذه الرؤية العوراء ،،
إن بناء السلام بين شعوب العالم مطلب عظيم يبنبغي السعي اليه بجد ، لكن المراوغة والتلاعب بالشعوب الضعيفة والنفاق السياسي وتفضيل شعب على غيره ودعم أعمال الظلم والسياسات الفاسدة ، ومساندة الدولة الاسرائيلية الغاصبة على حساب أمة بأسرها ، كل ذلك لا يدعم السلام ،، وصانعوه ليسو قادة سلام يصلحون لبناء السلام ، كلا .. بل هم دعاة حرب وظلم وفساد لحساب أجندات خاصة تدعم وجودهم واستمرار سياساتهم ،
(( فما هي إلا أيام فصلت بين خطابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ الأول إلى العالم العربي، والثاني إلى منظمة الإيباك الصهيونية، ومع ذلك كانت اللهجة والمضمون متناقضين أشد التناقض؛ في الخطاب الأول وعد بدعم الحقوق والثورات العربية، والسعي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل يونيو 1967، ثم خرج في الخطاب الأخير أمام الإيباك ليقول: إنه لم يقصد هذا الكلام، بل قصد أن يتم التفاوض على الحدود بين القيادة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وأكد متانة العلاقة مع الكيان، وأن الخلافات لا تتعدَّى تباين الآراء بين الأصدقاء، مشددًا على أهمية الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وضمان استمرار تفوقه العسكري.
واستمر أوباما في نفس هذه اللهجة معلنًا رفضه لأي توجه عربي لإعلان الدولة من طرف واحد، ومهاجمًا حركة حماس والمقاومة بشكل عام، وطالبها بالاعتراف بحق الكيان في الوجود، وإلقاء السلاح، والاعتراف بالاتفاقيات الموقَّعة، وذكر أن تزايد أعداد الفلسطينيين يهدد أمن الكيان.
كما هدَّد إيران باستمرار الضغط السياسي والاقتصادي؛ لمنعها من الوصول إلى السلاح النووي على حدِّ قوله، مؤكدًا أن أمن الكيان خط أحمر.)
إذن فأمريكا ليس يعنيها في العالم كله شئ إلا أمن (( الكيان )) الذي وقفت نفسها لصيانته ، ورهنت وجودها بوجوده فلا أمن العالم يعنيها، ولا حتى أمنها هي ( والذي هددته سياساتها الفاسدة ) ،
 فلماذا تبنى الآمال على الكذب ،، ولماذا تعلق الأماني على النفاق والخداع ؟؟
تلك هي السياسة الامريكية ،، وهذا هو وجهها الحقيقي ،، فهل سيظل العالم ينخدع بها ؟؟؟
إنني أحلم باليوم الذي يسعى فيه العالم متكاتفاً لإهمال كل كذاب ،، وإغفال كل منافق ، فلا أقواله تصدق ، ولا أحاديثه تذاع ،، ولا تشغل قلوب الناس وعقولهم وتضيع أوقاتهم في الاستماع للكذب والتلون والخداع ،،
إني أنصح كل من يحب الحق ، ويؤيد الصدق أن يحافظ على ( نقاء قلبه ) و ( سلامة عقله ) فيعرض عن تلويث سمعه بأحاديث الكذابين ،
كما أنصحح الأمم الظامئة ... ألا تحسب السراب ماء ...