الخميس، مايو 12، 2011

مثقال حكمة .. خير من قنطار علم





أكثر ما يثير حفيظتك ،، أن ترى انسانا  أعمى  .. يعصب عينيه .. ثم يقف على الطريق صارخاً يوجه الناس يمنة ويسرة ، خوفاً عليهم من أن يسقطوا في هاوية ،، أو يصطدموا بحائط ؟؟! فإذا ما هممت أن تكشف له عن الحقيقة رأيت منه ترفعاً وشمماً ،، وصاح في وجهك : انتبه (اني ارى ما لا ترون ) ..
وبقدر ما يضحكك هذا المشهد ، بقدر ما يبكيك ،، إذ تفجأك الحقيقة بأن هذا ( الاعمي المغمَّى ) هو من اختارته الامة ليكون مرشدها .. وهاديها .
قرأت مقالة ( وان شئت فسمه بحثاً ) لأحد من يرون أنفسهم للأمة هداة وقادة ،، أخذ (الشيخ) يتغنى فيه ويترنم بالكلمات المنسقة والعبارات المنمقة ،، حول طاعة الاحكام ،، وحسن الظن بهم ،، والدعاء لهم ،، وعدم الخروج عليهم ،، وأن الصبر على جورهم من عزائم الدين ، ومن وصايا الائمة الصالحين .....
هاجت مشاعري بين حزن على واقع مر ،، ودهشة من عقول سقيمة ،، ثم أمسكت بقلمي لأزفر بهذه الزفرات ، قلت  :
ما أكثر الوصايا ( المتطايرة ) فوق رؤوسنا من كل حدب وصوب ، تنادينا بالصبر على ( ولاة الامور) ،، وحسن الظن بهم ، والدعاء المتصل لهم !!
كأننا نعيش في كنف الخلفاء الراشدين ؟!!!
نسكت حتى ينتزع ديننا من بين جوانحنا ، ونشرد ونهجر من بلادنا ، ويوقف العالم الشامخ بين يدي شرطي سفيه جهول فيصفع وجهه ويجرده من ثيابه وتمحى كرامته ،، ثم نحسن الظن بهم ،،نعم !!!!
ليت المشايخ الفضلاء ،، الائمة العلماء،، المنتصبون هذه الآونة لإغاثة الامة التي يرونها تغرق في كل قطر ، ليتهم  يوجهون غيرتهم الشديدة ونصحهم المتحرق الى من يرونهم يذبحون البرءاء غير متورعين ،، أم ان ( العلم الشرعي ) يعذرهم ويبيح ذلك لهم ( لأن الشعوب قد خرجت عليهم ) ؟؟
ثم ما الذي دعا الشعوب المسلمة والعربية للوثبة والانتفاضة ؟؟
انا اجيب عنكم : الذي دعاهم لذلك أنهم جهلاء .. لا يقدرون النعم المتكاثرة وما هم فيه من عز وفخفخة وأمان ، كيف لا
و ( الراشدون ) يحكمونهم ( وولاة الامر المحنكون ) يقودونهم ،
وقد توحدت أمتهم ،،
ورفعت بين الامم رايتهم ،،
وحقنت دماء المسلمين
وصينت أعراض المسلمات ،
 فلا فلسطين سليبة ،
ولا عراق محتلة ،
ولا سودان مشرذمة
ولا  ولا  ولا ....
فماذا ينقصهم حتى يتمردوا ؟
إن هذه الشعوب الثائرة كلها ثلة من العملاء والمنتفعين والجهال والخوارج ؟؟؟
اليس كذلك ؟؟
وعليهم أن يظلوا ملتزمين بضبط النفس ،
والصبر على ولااااااااااااااة الامووووور وحسسسسسسسسسسسسسسسن الظن بهم ،
 بل وحبهم ،
والتودد إليهم ،
والدعاء في الخلوات والجلوات والصلوات لهم أن يطيل الله للأمة أعمارهم ،،
ويكثر في الامة سوادهم ،،
فهل للأمة فائدة بدونهم ،
وهل نحن موجودون بغيرهم ؟!!

ما بالكم يا اهل العلم ؟ وأين ذهبت الحكمة ؟؟
ما بال اهل العلم يراوغون ؟؟
يا أهل العلم ،، مثقال حكمة خير من قنطار علم ،،
يا أهل العلم ::: المسلمون يذبحون ،، والظالمون  بالفساد في البلاد يرتعون ،، فمن الذي يوعظ ؟؟؟
ومن الذي يوجه ؟؟
ومن الذي يغلظ له القول ؟؟
ومن للأمة .. إن ضم اهل العلم صوتهم لمعسكر العسكر ...
اه من زمن الأعاجيب ... ما أمرَّه .. يحير اللبيب ..
اللهم اني أبرأ اليك مما لا يرضك ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يشجعنا ،، ويدفعنا للمزيد ،، فمرحباً بك ...